الوحدة خيرٌ من جليس السوء
أخبرنا أبو أحمد، عن أبى بكر بن دريد، عن أبى حاتم، عن محمد بن موسى، عن محمد بن زياد، قال: سمعت الأحنف بن قيس يقول: أتيت المدينة، فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يسرعون إلى رجل، فمررت معهم، فإذا أبو ذرٍ، فجلست إليه، فقال لي: من أنت ؟ قلت: الأحنف، قال: أحنف العراق ؟ قلت: نعم، قال لي: يا أحنف، ، أليس كذلك ؟ قلت: نعم، قال: والجليس الصالح خيرٌ من الوحدة، أكذاك ؟ قلت: نعم، قال: وتكلمٌ بخيرٍ خيرٌ من أن تسكت، أكذلك ؟ قلت: نعم، قال: والسكوت عن الشر خيرٌ من التكلم به، أكذلك ؟ قلت: نعم، قال: خذ هذا العطاء ما لم يكن ثمناً لدينك، فإذا كان ثمناً لدينك، فإياك وإياه ! وقال الشاعر:
وحدة العاقل خيرٌ
من جليس السوء عنده
وجليس الصدق خيرٌ
من جلوس المرء وحده
وقيل: جليس السوء كالقين الأصحر، إلا يحرقك بشرره يؤذك بدخانه.