أطرى فإنك ناعلة

يضرب مثلا للقوي على الامر.وأصله أن رجلا كانت له أمتان راعيتان ؛ إحداهما ناعلة، والاخرى حافية، فقال للناعلة: أطرى أي خذي طرر الوادي فإنك ذات نعلين، ودعي سرارته لصاحبتك ؛ فإنها حافية. وطرر الشيء: نواحيه.ويروى: 'أظرى' بالظاء ؛ أي خذي في ظرر ؛ وهو الغليظ من الارض، والجمع ظران. قال أبو عبيدة: لم يكن هناك: نعل ؛ وإنما أراد بالنعلين غلظ جلد قدميها.ومن هذا الكلام أخذ المتنبي قوله في كافور:
ويعجبني رجلاك في النعل إنني
رأيتك ذا نعل إذا كنت حافياً
وفسر على وجه آخر ؛ أخبرنا أبو أحمد، عن أبي بكر بن دريد، عن العكلي، عن أبيه، قال: سألت أبا عبيدة تن قول مسكين:
أتطلبني بأطير الرجال
وكلفتني ما يقول البشر
فقال: الاطير: الكلام والشر يأتيك من بعيد ؛ قال: فسألته عن قوله: 'أطري فإنك ناعلة'، فقال: يضرب مثلا للرجل يكون له فضل قوة في نفسه وسلاحه ؛ فيتكلف ما لو تركه لم يضره ؛ وأصله أن أمتين كانتا ترعيان إبلا ؛ فقالت إحداهما للاخرى: اجمعي الابل من أطرارها ؛ وليس بها إلى ذلك حاجة ؛ فقالت الاخرى: 'أطري فإنك ناعلة ؛ إي افعلي ذلك فأنت أقدر عليه.وقيل أصري فإنك ناعلة، أي أدلي فإن عليك نعلين، والاطرار: الادلال.