الاستعارة

وقال في : وهو أن يُستعار للشيء اسمُ غيره، أو معنى سواه ؛ كقول امرئ القيس في صفة الليل، فاستعار وصف جملِ:
فقلتُ له لما تمطَّى بصلبِهِ
وأردفَ أعجازاً وناء بكلكلِ
وقال زهير:
فشدَّ ولم ينظرْ بيوتاً كثيرةً
لدي حيث ألقتْ رحلها أم قَشْعَمِ
ولا رَحْلَ للمنية. وقال تأبط شراً في شمس بن مالك:
إذا هزه في عظمِ قرنٍ تهللتْ
نواجذُ أفواهِ المنايا الضواحكِ
ولا نواجذ للمنية ولا فم. وقال أيضاً:
فظلَّ يُناجي الأرض لم يكدحِ الصفَا
به كدحةً والموتُ خزيانُ ينظرُ
ولا عين للموت. وقال أبو ذُؤيب الهذلي:
وإذا المنية أنشبتْ أظفارَها
ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ
ولا ظفر للمنية. وقال مالك بن حَرِيم الهمداني، يصف قائد إبل:
فأوسعنَ عقبيهِ دماءً وأصبحتْ
أناملُ رجليهِ رواعفَ دُمعَا
ولا أنف للأنامل ولا عين. وقال رجل، يصف قيم امرأة:
أنَّى أتيحَ لها حرباءُ تنضُبَةٍ
لا يرسل الساقَ إلا ممسكاً ساقاً
فاستعار له وصف الحرباء. وكقول أعرابي، يصف رجلاً:
وداهيةٍ جرها جارمٌ
جعلت رداءك فيها خمارَا
يقول: قنعت بسيفك رؤوس أبطالها. وكقول ذي الرمة:
سقاه السُّرَى كأسَ النُّعاس فرأسهُ
لدينِ الكرى من أولِ الليلِ ساجدُ
ولا دين للكرى، ولا كأس للنعاس.