أرشيد لا جرح ولا إيلام

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٨:٠١، ٢٤ أبريل ٢٠٢٢ بواسطة Adab-designer (نقاش | مساهمات) (اضافة صورة لأول أبيات القصيدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أرشيد لا جرح ولا إيلام لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة أرشيد لا جرح ولا إيلام لـ علي الجارم

أرشيدُ لا جُرْحٌ ولا إيلامُ

عاد الزمانُ وصحّتِ الأحلامُ

وتمثّلتْ فيكِ الحياةُ فَتِيّةً

من بعدِ ما عبثَتْ بكِ الأيام

يا زينةً بيْنَ الثغورِ وفتنةً

سحرَ الممالكَ ثغرُكِ البسّام

يا وردةً بين الرمالِ نضيرةً

تُزْهَى بها الأغصانُ والأكمام

يا درّةَ البحرِ التي بوميضها

ضحِكَ الصباحُ وأشرق الإظلام

يا دَوْحةً نَبت القريضُ بأرضِها

فأصولُها وفروعُها إلهام

يا روضةً فتن العيونَ جمالُها

وتحدّثت بأريجِها الأنسامُ

يا همسةَ الأملِ الوسيمِ رُواؤه

لو كان للأملِ الوسيم كلام

يا صحوةَ المجدِ القديمِ تحدَّثي

طال الزمانُ بنا ونحن نيام

يا طلعةً للحسنِ شاع ضياؤها

وانجاب عنها البحرُ وهو لِثامُ

أرشيدُ يا بلدي ويا ملهَى الصبا

بيني وبين مَدَى الصبا أعوام

أيامَ لي في كلِّ سَرْحٍ نَغْمَةٌ

وبكلِّ ركنٍ وقفةٌ ولِمام

أيام لا أمسِي يجُرُّ وراءه

أسفاً ولا يومي عليّ جَهام

ألهو كما تلهو الطيورُ حديثها

شدْوٌ وَرَفُّ جَناحِها أنغام

متنقِّلاتٍ بين أزهارِ الرُّبا

الجوُّ مَتْنٌ والنسيمُ زِمامُ

ومطالبي لم تَعْدُ مدَّةَ ساعدي

بُعْداً فما استعصَى عليّ مرام

لهوُ الطفولة خيرُ أيامِ الفتَى

إنّ الحياةَ وكَدَحَها أوهام

أرشيدُ فيكِ لُبانتي وصَبابتي

والصِّهْرُ والأخوالُ والأعمام

لمستْ حنو الحبِّ فيكِ تمائِمي

ورأيتُ فيكِ الدهرَ وهو غلام

ونشأتُ في ظلِّ النخيل يَهُزُّني

شوقٌ إلى أفيائِها وغرام

أرختْ شعوراً للنسيمِ كأنّما

أظلالُها تحت الغَمامِ غمام

تهفو ويمنعها الحياءُ فتنثني

كالغيدِ روّعَ سِرْبَها اللُّوام

إنا كبِرْنا يا نخيلُ وحبُّنا

بين الجوانحِ شُعْلةٌ وضِرامُ

كم طوَّقَتْ منكِ القُدودَ سواعدي

ولكم شفاني من جَناكِ طعام

ولكم هززتِ فتاكِ حين حملتهِ

كالأمِّ تُلْهي الطفلَ حين ينام

إن يُقْصِني عنكِ الزمانُ وأهْلهُ

فالْحُبُّ عهدٌ بيننا وذِمام

مِيسي كأيامِ الطفولةِ وارْفُلي

فالجوُّ صَفْوٌ والنعيمُ جِمام

غنَّى لك القلمُ الذي أرهفتهِ

أرأيتِ كيف تغرِّدُ الأقلام

هذا وليدُك جاء يُنشد شعرَه

ما كلُّ ما تحوي الخيوطُ نِظام

أصغَى له الوادي وغنّتْ باسمه

بغدادُ واهتزَّت إليهِ الشام

إن قال مال له الوجودُ برأسهِ

ورنَت له الأسماعُ والأفهامُ

ملك العَصي من القريضِ بسحره

طَوْعاً فما استعصَى عليه خِطام

أرشيدُ هل في أن يبوحَ أخو الهوى

حَرَجٌ وهل في أن يَحِنَّ ملام

يا مَرْتعَ الآرامِ رَنحها الصِّبا

كيف المراتعُ فيكِ والآرام

من كلِّ لفَّاء المعاطفِ طَفلْةٍ

جِيدٌ كما يهَوى الهوَى وقَوام

سترت ملاحتَها المُلاءَةُ مثلما

ستر الغمامُ البدرَ وهو تمامُ

يدنو الجمالُ بها فيحجبها التُقَى

كَظباءِ مكةَ صيدُهنّ حرَام

فإذا نظرتَ فخذْ لنفسِك حِذْرها

إنّ العيونَ كما علمتَ سهام

أرشيدُ مجدُكِ في القديمِ صحيفةٌ

بيضاءُ لا لبْسٌ ولا إبهَامُ

ملأتْ مآذِنكِ السماءَ شوامخاً

بين السحابِ كأنّها أعلام

كم شاهدتْ قوماً زهتْ أيامُهم

حيناً وجاءت بعدَهم أقوام

سبحانَ من لا مجدَ إلاّ مجدُه

نَفْنَي وَيبقَى الواحدُ العلاَّم

خذْ من زمانِكَ ما استطعْت فما لما

أخذتْ يداكَ من الزمان دوام

وارضَ الحياةَ نعيمَها أو بؤسَها

نُعْمى الحياةِ وبؤسُها أقسام

أرشيدُ لم نسمَعْ لصدرِك أَنّةً

للنّازلاتِ الدُّهْمِ وهي جِسام

أجملتِ صبراً للحواديثِ فانثنت

إنّ الكرامَ على الخطوبِ كِرام

اليومَ جدّدْتِ الشبابَ فأَقْدِمي

معنى الشبابِ العزمُ والإقدامُ

سعت الوفودُ إلى مصيفِك سبّقاً

يتلو الزحامَ إلى سناه زحام

النيلُ والبحرُ الْخِضَمُّ يحوطُه

والباسقاتُ على الطريق قيام

والتوتُ والصَّفْصافُ يهتفُ طيرُه

فتردِّدُ الكُثْبانُ والآكامُ

والزهرُ في جِيدِ الرياضِ قلائدٌ

والنهرُ في خَصْرِ الرياضِ حِزام

والموجُ كالخيلِ الجوامحِ أُطْلِقت

وانحلّ عنها مِقْوَدٌ ولجام

تجري السفائنُ فوقَه وكأنّها

والريحُ تدفع بالشراعِ حمام

ومناظرٌ يَعْيا القريضُ بوصفِها

ويضِلُّ في ألوانها الرّسام

والناسُ بين ممازحٍ ومداعبٍ

والأنسُ حتمٌ والسرورُ لِزَامُ

من شاء في ظلِّ السعادةِ ضَجْعَةً

فهنا تُشادُ صُرُوحُها وتُقام

أو رام نِسْيانَ الهموم فها هنا

تُنْسَى الهمومُ وتذهَبُ الآلام

شرح ومعاني كلمات قصيدة أرشيد لا جرح ولا إيلام

قصيدة أرشيد لا جرح ولا إيلام لـ علي الجارم وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي