هذه جزوى وهاتيك رباها

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٤:١٢، ٢٣ أبريل ٢٠٢٢ بواسطة Adab-designer (نقاش | مساهمات) (اضافة صورة لأول أبيات القصيدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذه جزوى وهاتيك رباها لـ عبد الباقي العمري

اقتباس من قصيدة هذه جزوى وهاتيك رباها لـ عبد الباقي العمري

هذه جزوى وهاتيكَ رُباها

فتمسك بشذى طيب شراها

وانشقِ الارواحَ من قيصومِها

وتلقَّ النشرَ من وادي طواها

يا رعى اللَه مغاني حاجرٍ

بغوانيها عن الحُسنِ غناها

هي أرضٌ في سما أرجائِها

مرحاً تختالُ بالتيه ظباها

وبرقي اللوى من عالج

جيرةٌ الحاظُهم ماضٍ شباها

ضربوا فوقَ تلاعِ المنحنى

كلّه قد رفعَت فوقَ سهاما

وأسالوا من عقيق ادمعا

نظموا بالجزع منثورَ بُكاها

ما على العاشقِ أن شطّ النوى

لو بكى آرام نجدٍ ونعاها

أو على ذي ولهٍ من حرجٍ

لو تلا في ليلهِ واهاً وآها

لو تراني يومَ سارت عيسُهُم

أقرُع السِنَّ عليهم والشفاها

وجعلتُ القلبَ مني والحشا

أرضَ تلك العيس حتماً برِضاها

وعلى الاكوارِ ملنا طربا

من غرام لحشى القلبِ حشاها

يا غواني الجَزع لي في حيكم

كبدٌ حرى بكم زادَ جواها

من لقلبي من هوى غانيةٍ

بسيوفِ الهندِ تهزو مقلتاها

شمسُ حسنٍ ان توّلت سحرَةَ

في مغاني حسنها تاه فتاها

أو تبدى من دياجي شعرها

عنبر الفرع غشى الدنيا دجاها

أو أماطت عن ذرى جبهتها

برقع الحسن تلت آي ضحاها

أو تخطّت تتهادى مرحا

فصوابي ضاع في مشي خطاها

جالَ ماءُ الحسنِ في وجنتها

فبدا راووقه من شفتاها

يا لأحشائي من جفوتها

لو طفى حرَّ الجوى بردُ لماها

بالتثني قد حكت قامتُها

سدرة الحسنِ وهذا منتهاها

وبمهوى القرطِ من ليتِّها

عالمُ الأرواحِ قد هبَّ هواها

وعلى عرنينها شرذمةٌ

كل عالي الانف بالعينِ شراها

نصّ قاضي الحسنِ في مقلتها

حيث شكل الصاد والنونِ حواها

لستُ انسى جمع شملى في مها

ارضِ نجرانَ فيا طولَ نواها

لبقايا رسمها في مهجتي

خطة كرّ الليالي ما محاها

يا عذولا في الهوى دع فتيةً

تندبُ الأيامَ أيامَ صباها

حيث غصن القدّ مني ناظرٌ

من صفا صفوتهِ يسقي المياها

فانقضت تلك الليالي ومضت

مع ذاك العصرِ أيامُ صفاها

نشأةٌ من سُكرها قلبي صحا

وانتشى من كفّ يحيى بنداها

ملك أدنى مبادي فضله

لأيادي الناسِ كانت منتهاها

كتبت في جبهةِ الكونِ له

آيُ مجدٍ منطقُ الطيرُ تلاها

ذهنه الوقادُ في شعلتهِ

ظلماتُ الشكِ بالحق جلاها

كم له بين الورى من حكمٍ

ومعانٍ في المعالي لن تضاهى

وسهامُ الرأي من فكرتهِ

قد أصابت غرض القصد رماها

طابقت آراؤه حكمَ القضا

وكذا الاذهانُ ان زاد نُهاها

وإذا الدهرُ ثناياه بدت

غضبا كان عليها ابنَ جلاها

وإذا الحرب علت أوداجُها

سدَّ في ضم اللهى فتح لهاها

وإذا صادم يومَ الضربِ في

صارمِ العزمِ أعاديه سباها

وإذا ما أعربت من فتحه

معجماتُ الطعنِ للفتكِ نحاها

وإذا درات رحى أكرومةٍ

للندى كان لها قطبُ رحاها

إن ميزان العلى من قسطه

رجحت في راحتيهِ كفتاها

في سماءِ المجدِ الواحُ العلى

قد رقاها ومع الحفظِ قراها

نيرّ أيامهُ مشرقةٌ

فالضحى يحسدُ اشراقَ مساها

طودُ عزٍّ لاذت الخضرا به

فحماها وحمى حولَ حماها

في ميادينِ العلى لو ركضت

خيلهُ لم تستمع قولَ لغاها

مشتري الآساد في نقد الظبا

فلذا قيل لها أسدُ شراها

وبه الملكُ بدا ناجذهُ

وبه العلياءُ قرّت مقلتاها

ذو أيادٍ لو حكتها أبحرٌ

أصبح الدرُّ بديلاً عن حصاها

لم أقُم في شكرهِ لو أن لي

كلُّ عضوٍ في أداء المدح فاها

وأخيهِ اسعدُ الجدِّ فتى

بأبيه ختمَ النجلُ إباها

شبَها في نعته أن تدّعي

السنُ الوصافِ سلّت من قفاها

طرُقُ المجدِ أعِدّت لهما

كابراً عن كابرٍ قد ورثاها

قبسوا من رونقِ النعمانِ ما

لو أصاب الشمسَ لازدادَ ضياها

أعني نعمانَ الذي طينتهُ

عُجِنت في الأصلِ من ماءِ سماها

ورثوا عنه مقامات على

من سواهم كان صعباً مرتقاها

بأبيهم ان تعالى جدهم

فأبوه منذر أم قراها

دولة في كفه مربوطة

بذرى الأفلاك اطنابُ علاها

أيها الدستورُ خذ من خادمٍ

مدحةً يستوقفُ الطرفَ سناها

قد أتت رايتها منصوبةً

وبك المدحُ عن الكسرِ وقاها

انها جوهرةٌ الفضلِ التي

منطقي من بحرِ جدواك اتقاها

مدحُك العالي غلا مقدارهُ

نال من يُعنى به عزاً وجاها

لستُ أحصي عشر معشار الذي

حزتهُ والزهرُ لم أبلغ ذراها

فاقبل العذر وعامل بالرضى

ان روحي في مراضيك غناها

دمتَ للتوفيقِ والنصرِ معا

من جهات الستِّ تلقاهُم تُجاها

شرح ومعاني كلمات قصيدة هذه جزوى وهاتيك رباها

قصيدة هذه جزوى وهاتيك رباها لـ عبد الباقي العمري وعدد أبياتها خمسة و ستون.

عن عبد الباقي العمري

عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي. شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد. وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي) . له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و (نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر) ، و (نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و (الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و (أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.[١]

تعريف عبد الباقي العمري في ويكيبيديا

عبد الباقي افندي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي يمتد نسبه إلى عاصم ابن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث انه من ابرز ما انجبت الاسرة العمرية الشهيرة في العراق ومن أشهر رجالات هذه الاسرة في مجالي السياسة والأدب. ولد في الموصل عام 1203هـ/ 1788م، وولي فيها ثم ولي بغداد أعمالاً حكومية رفيعة في الدولة العثمانية منها منصب كتخدا بغداد والموصل و (منصب كتخدا يعني منصب نائب الوالي)، وحينما شغل العمري وظيفة الكتخدائية أختار من اعيان الموصل وفداً رأسه بنفسه ووفد به على داود باشا والي بغداد يلتمسه في تولية يحيى باشا، وكان داود باشا والي بغداد معروفا بالأبهة والكبرياء مايملأ مراجعيه وزائريه هيبة وخوفاً، حتى في يوم الجمعة وهو يوم جلوسه لاستقبال الضيوف وأكثر من ذلك فقد نقل عن مدى تأثير جبروته وغلظته على زائريه أنهم لم يجرؤوا على تناول القهوة التي تقدم في مجلسه. وعلى وضعية هذا الوالي المليئة بالمهابة. دخل عليه الوفد الموصلي برئاسة الشاعر العمري وجلس بجانب الوالي وتناول قهوته التي قدمت له من دون أن تؤثر هيبة الوالي عليه. وبعد أن استفسر الوالي حاجته. اجابه بالبيتين التاليين: يامليك البلاد منيتي حاشاك..... مثلي يعود منك كسيرا أنت هارون وقته ورجائي..... أن أرى في حماك يحيى وزيرا فاعجب الوالي بموقفه ولباقته وجمال توريته فأصدر أمره برفع الطلب إلى السلطان العثماني للموافقة عليه، ولما تميز به الشاعر عبد الباقي من ذكاء ومهارة سياسية وإدارية فضلا عن مهارته الأدبية التي اهلته لتقلد، ومنذ فترة مبكرة من سني حياته منصب كتخدا ولاية الموصل في عهد الوالي يحيى باشا الجليلي وله في الوزير يحيى باشا الجليلي ديوان من الشعر وهو الديوان المسمى نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى. وعبد الباقي العمري هو ابن عم قاسم باشا العمري الذي قاد أول ثورة شعبية ضد الدولة العثمانية في العراق انتهت بمصرع الوالي المعين من قبلها في الموصل وتنصيبه واليا على الموصل، ومن ثم قيادته للحملة العسكرية الموجهة لاسقاط داود باشا والي بغداد وانهاء حكم المماليك في العراق، حيث رافق عبد الباقي العمري ابن عمه قاسم باشا في هذه الحملة وتولى قيادتها بعد مقتله ولحين وصول الجيش الذي يقوده علي رضا باشا اللاز والي حلب، حيث قتل قاسم باشا بعد دخوله بغداد وتنصيبه واليا عليها بفترة قصيرة. وعبد الباقي العمري هو شقيق محمود منيب الذي تولى تربية وتوجيه الملا عثمان الموصلي بعد ان كف بصره وفقد والديه وهو طفل صغير. وعبد الباقي العمري هو عم أحمد عزت باشا العمري الفاروقي رئيس تحرير جريدة الزوراء وهي أول صحيفة عراقية صدرت في عهد الوالي مدحت باشا، والذي شغل منصب متصرف في شهرزور، ثم متصرفا في الأحساء ثم متصرفا في تعز في اليمن. ثم عاد ليقيم في الاستانة مشتغلا بالعلم والأدب ونظم الشعر والتأليف، ومن مؤلفاته كتاب الطراز الانفس في شعر الاخرس. والشاعر عبد الباقي العمري هو أيضا عم والد سامي باشا العمري الفاروقي ابن علي الرضا، عضو مجلس الأعيان العثماني، والملحق العسكري العثماني في برلين، وقائد الحملة العثمانية (الحملة الحورانية) على جبل الدروز في سوريا، وقائد الحملة العثمانية على الكرك في الأردن، ووالي المدينة المنورة لاربع سنوات (1320هـ - 1324هـ)، وقائد الحملة العثمانية التي جهزتها الدولة العثمانية لمحاربة ابن سعود. وعبد الباقي العمري هو جد رشيد العمري متصرف لواء الرمادي في اواخر عهد الدولة العثمانية، وعبد الباقي العمري هو والد جد ناظم العمري صاحب الندوة العمرية في الموصل وعضو اللجنة التنفيذية للدفاع عن عروبة الموصل ضد محاولات ضمها إلى تركيا عام 1925 (وهي لجنة منتخبة من قبل اهالي ووجهاء الموصل كلفت بالدفاع عن عروبة الموصل وعراقيتها). ومن انجازات عبد الباقي العمري قيادة الحملة العسكرية التي جهزتها الدولة العثمانية للقضاء على الفتنة التي شبت بين قبيلتي الزكرت والشمرت في النجف حيث قضى على الفتنة دون أن يريق قطرة واحدة من الدماء ونال بذلك ثناء القبيلتين المتحاربتين ويعد الشاعر عبد الباقي العمري من ابرز الشعراء في مدح آل البيت رضوان الله عليهم حيث اجاد في مدحهم بشعر كثير شغل معظم ديوانه الشهير (الترياق الفاروقي) إضافة إلى ديوانه الباقيات الصالحات، ومن ابرز قصائده في هذا المجال قصيدته الشهيرة في مدح الخليفة الراشد علي بن أبي طالب والتي مطلعها: أنت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا _ ببطن مكة وسط البيت إذ وُضعا_ سمتك امُك بنت الليث حيدرةً _ اكرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا_ وأنت حيدرة الغاب الذي اسد البرج _ السماويِ عنه خاسئاً رجعا_ وأنت باب تعالى شأنُ حارسه _ بغير راحة روح القدس ما قُرعا وللعمري قصائد غزل عذبة تمور بالرقة والشاعرية، إضافة إلى كتابته أكثر من موشح غني بالصور والظلال وفرح الألوان في الطبيعة المتألقة المتفتحة، وهي موشحات تحتفي بالحياة وتمجد الجمال. وكان له مجلس في بغداد يحضره مع الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس، وله مخاطبات ادبية وشعرية رقيقة مع ادباء وشعراء النجف الاشرف، وهو أول من أطلق لقب (الملائكة)، على عائلة الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، ولقد دون شعر عبد الباقي العمري في ديوانه المعروف ب (الترياق الفاروقي) والذي طبع طبعتين في مصر وطبع طبعة أخرى على مطابع النعمان في النجف الاشرف، ولقد ترجم له الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه نهضة العراق الأدبية بطبعتيه الأولى والثانية ترجمة وافية إضافة إلى تراجم أخرى كثيرة لكتاب اخرين. وكان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. ويقول صاحب الروض الأزهر «أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:[بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي]». خلف عبد الباقي العمري ثلاثة من الأبناء الذكور هم كل من (سليمان فهيم) و (حسين حسني) و (محمد وجيهي)، هاجر اثنان منهم إلى مصر وهم كل من حسين حسني ومحمد وجيهي وشغلا هناك مناصب مهمة في مصر الخديوية منها متصرفية حلوان وانقطعت ذريتهم هناك، وكان آخر من تبقى من ذريتهم هناك السفير محمد طاهر العمري سفير مصر في الفاتيكان في خمسينيات القرن الماضي، اما سليمان فهيم فقد بقي في العراق وتقطن ذريته حاليا في مدينة الموصل ويعدون من ابرز اعيانها ويمتهن معظمهم زراعة الأراضي الزراعية التي يمتلكونها هناك. ومن عائلته (ياسين ابن خير الله العمري) المتوفى بعد سنة 1235هـ/ 1818م، وهو أحد المؤلفين المشهورين في الموصل. حيث قام الدكتور بدري محمد فهد بتحقيق كتابه (منهج الثقات في تراجم القضاة) وطبع في دار الغرب الإسلامي عام 2010.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي