على نبذة من شعر ناصيف ذي الفضل

من موسوعة الأدب العربي
مراجعة ١٩:٠٦، ٢٢ أبريل ٢٠٢٢ بواسطة Adab-designer (نقاش | مساهمات) (اضافة صورة لأول أبيات القصيدة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة على نبذة من شعر ناصيف ذي الفضل لـ عبد الباقي العمري

اقتباس من قصيدة على نبذة من شعر ناصيف ذي الفضل لـ عبد الباقي العمري

على نبذة من شعر ناصيف ذي الفضل

وقفت ومني العين في موضع الرجل

وطأطأت اجلالا لها رأس شامخ

لأخمصه هام العلا موطىء النعل

فرحت لدى الامعان فيها كأنني

وعقلي عني ذاهل من بني ذهل

وشمت سنا فجر المعاني يلوح من

خلال المباني وهي ليلية الشكل

محا ظلَّ وهمي حين أشرق نورها

وكم قد محت شمس الظهيرة من ظل

على الحسن والاحسان مطبوعة أتت

فوافقت الطبع السليم من الغلِّ

وقد رفرفت بالخافقين صحافها

وحطت من المجد الاثيل على الاثل

وأوراقها في الكرخ ورقائها شدت

فميل أعطاف الرصافة ما تملي

وبثت من السحر الحلال ببابل

لها نفثات أوهنت عقد الحلي

وقد ملأت أقداح أحداقنا طلا

من السحر تمشي في العقول على مهل

فتسكر البابا بنقل حديثها

وشارب صرف الراح يحتاج للنقل

وكم دندنت من حول كورة مسمعي

لتبليغ ما أوحاه ربي إلى النحل

وذقت بثغر الفكر شهد مجاجها

فساغ شرابا في لهات فم العقل

قصائد تحكي في الطروس خرائدا

وقد نزلت من سفح لبنان في السهل

تهادى بجلباب من الفضل كم له

فواضل اكمال ترشح بالدلِّ

وتعطو كما تعطو المهارى بجيدها

وترنو كما ترنو بأعينها النجل

قد اكتحلت منها العيون بنظرة

فسحقا لما في أعين الحور من كحل

مرايا عقول للتصوٍّر زيبق

على سطحها ينساب من جودة الصقل

نرى في سواها الناظرين بأعين

غشاها العشى كالعاكفين على العجل

هياكل عرفان معاقل حكمة

خمائل احسان مناهل للفضل

أقلت دمى طالت على شرفاتها

نمت كرما بلت صدى أيما بلِّ

معادن اجلال معاطن سؤدد

مكامن افضال مواطن للبذل

وعت كل اعظام حوت جلَّ مفخر

زكت مغرس الجدوى طوت شقة البخل

فما شئت من ضخم الكراديس من على

وما رمت من جزل وما اخترت من عتل

وما اشتقت من غيد المعاني رشيقة

يغص لها ساق من اللفظ في حجل

تفوَّق منها العين عن قوس حاجب

نبالا أراشتها النبالة بالنبل

مقيدة من أسطر بسلاسل

تكاد على القرطاس ترسف في كبل

يفلَّ على بيض الترائب نشرها

ذوائب من وحف السطور ومن حثل

تدل على طيب الفروع أصولها

وأصل زكاء الفرع من كرم الاصل

لقد فتحت أكمام أسماعنا لها

كما فتحت زهر الربى أنمل الطلٍّ

وجادت بوبل بعد طلَّ ربابها

فأحيت مواتى الفكر بالطلٍّ والوبل

سموات علم في ظبى من أهلة

تشق شعار الجهل معطا إلى الذيل

حياض رياض في غياض تدفقت

بما رقَّ من نهل وما راق من علٍّ

بصرصرة البازي أهاجت بلابلي

وهمهمة الضاري وشقشقة الفحل

إذا انكرت دعواه في الشعر فتية

أقام عليها شاهد العقل والنقل

وان رام شعري أن يبارز شعره

يقول شعوري انني عنك في شغل

له خفض الوطواط والببغا معا

كذلك ديك الجنٍّ أجنحة الذل

مساحة قطر الشام من مثله خلت

فدلت على توحيد من جلَّ عن مثل

وكم بكر فكر منه عذراء أنجبت

بنسل وما قد مسها قط من بعل

تحدى بما لو صح لابن كرامة

تصدى لدعواه بمعجزة الرسل

أرى الجزء منه ناب عن كل غيره

فيا من رأى جزأ ينوب عن الكلٍّ

صحائفه تحكى الصفاح حروفها

تكاد بلا رجل تدب على النصل

رحى الفكر من هذا الحواري نقحت

دقيق معانيه فما احتاج للنخل

وأقلامه لاقت محابره التي

لأدهمها لاقت مطاردة الخيل

جرى نهر طالوت الندى من مدادها

فأربى على النيل المبارك بالنيل

وفي نعته أجريت ذا النون مزبري

فما انفك حتى منه أصبح ذا كفل

عسى مجمع البحرين بيروت لا نأت

تكون قريبا لي به مجمع الشمل

لأحظى ببحر زاخر بفضائل

وغيث بتهتان الفواضل منهلٍّ

شرح ومعاني كلمات قصيدة على نبذة من شعر ناصيف ذي الفضل

قصيدة على نبذة من شعر ناصيف ذي الفضل لـ عبد الباقي العمري وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن عبد الباقي العمري

عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي. شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد. وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي) . له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و (نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر) ، و (نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و (الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و (أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.[١]

تعريف عبد الباقي العمري في ويكيبيديا

عبد الباقي افندي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي يمتد نسبه إلى عاصم ابن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث انه من ابرز ما انجبت الاسرة العمرية الشهيرة في العراق ومن أشهر رجالات هذه الاسرة في مجالي السياسة والأدب. ولد في الموصل عام 1203هـ/ 1788م، وولي فيها ثم ولي بغداد أعمالاً حكومية رفيعة في الدولة العثمانية منها منصب كتخدا بغداد والموصل و (منصب كتخدا يعني منصب نائب الوالي)، وحينما شغل العمري وظيفة الكتخدائية أختار من اعيان الموصل وفداً رأسه بنفسه ووفد به على داود باشا والي بغداد يلتمسه في تولية يحيى باشا، وكان داود باشا والي بغداد معروفا بالأبهة والكبرياء مايملأ مراجعيه وزائريه هيبة وخوفاً، حتى في يوم الجمعة وهو يوم جلوسه لاستقبال الضيوف وأكثر من ذلك فقد نقل عن مدى تأثير جبروته وغلظته على زائريه أنهم لم يجرؤوا على تناول القهوة التي تقدم في مجلسه. وعلى وضعية هذا الوالي المليئة بالمهابة. دخل عليه الوفد الموصلي برئاسة الشاعر العمري وجلس بجانب الوالي وتناول قهوته التي قدمت له من دون أن تؤثر هيبة الوالي عليه. وبعد أن استفسر الوالي حاجته. اجابه بالبيتين التاليين: يامليك البلاد منيتي حاشاك..... مثلي يعود منك كسيرا أنت هارون وقته ورجائي..... أن أرى في حماك يحيى وزيرا فاعجب الوالي بموقفه ولباقته وجمال توريته فأصدر أمره برفع الطلب إلى السلطان العثماني للموافقة عليه، ولما تميز به الشاعر عبد الباقي من ذكاء ومهارة سياسية وإدارية فضلا عن مهارته الأدبية التي اهلته لتقلد، ومنذ فترة مبكرة من سني حياته منصب كتخدا ولاية الموصل في عهد الوالي يحيى باشا الجليلي وله في الوزير يحيى باشا الجليلي ديوان من الشعر وهو الديوان المسمى نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى. وعبد الباقي العمري هو ابن عم قاسم باشا العمري الذي قاد أول ثورة شعبية ضد الدولة العثمانية في العراق انتهت بمصرع الوالي المعين من قبلها في الموصل وتنصيبه واليا على الموصل، ومن ثم قيادته للحملة العسكرية الموجهة لاسقاط داود باشا والي بغداد وانهاء حكم المماليك في العراق، حيث رافق عبد الباقي العمري ابن عمه قاسم باشا في هذه الحملة وتولى قيادتها بعد مقتله ولحين وصول الجيش الذي يقوده علي رضا باشا اللاز والي حلب، حيث قتل قاسم باشا بعد دخوله بغداد وتنصيبه واليا عليها بفترة قصيرة. وعبد الباقي العمري هو شقيق محمود منيب الذي تولى تربية وتوجيه الملا عثمان الموصلي بعد ان كف بصره وفقد والديه وهو طفل صغير. وعبد الباقي العمري هو عم أحمد عزت باشا العمري الفاروقي رئيس تحرير جريدة الزوراء وهي أول صحيفة عراقية صدرت في عهد الوالي مدحت باشا، والذي شغل منصب متصرف في شهرزور، ثم متصرفا في الأحساء ثم متصرفا في تعز في اليمن. ثم عاد ليقيم في الاستانة مشتغلا بالعلم والأدب ونظم الشعر والتأليف، ومن مؤلفاته كتاب الطراز الانفس في شعر الاخرس. والشاعر عبد الباقي العمري هو أيضا عم والد سامي باشا العمري الفاروقي ابن علي الرضا، عضو مجلس الأعيان العثماني، والملحق العسكري العثماني في برلين، وقائد الحملة العثمانية (الحملة الحورانية) على جبل الدروز في سوريا، وقائد الحملة العثمانية على الكرك في الأردن، ووالي المدينة المنورة لاربع سنوات (1320هـ - 1324هـ)، وقائد الحملة العثمانية التي جهزتها الدولة العثمانية لمحاربة ابن سعود. وعبد الباقي العمري هو جد رشيد العمري متصرف لواء الرمادي في اواخر عهد الدولة العثمانية، وعبد الباقي العمري هو والد جد ناظم العمري صاحب الندوة العمرية في الموصل وعضو اللجنة التنفيذية للدفاع عن عروبة الموصل ضد محاولات ضمها إلى تركيا عام 1925 (وهي لجنة منتخبة من قبل اهالي ووجهاء الموصل كلفت بالدفاع عن عروبة الموصل وعراقيتها). ومن انجازات عبد الباقي العمري قيادة الحملة العسكرية التي جهزتها الدولة العثمانية للقضاء على الفتنة التي شبت بين قبيلتي الزكرت والشمرت في النجف حيث قضى على الفتنة دون أن يريق قطرة واحدة من الدماء ونال بذلك ثناء القبيلتين المتحاربتين ويعد الشاعر عبد الباقي العمري من ابرز الشعراء في مدح آل البيت رضوان الله عليهم حيث اجاد في مدحهم بشعر كثير شغل معظم ديوانه الشهير (الترياق الفاروقي) إضافة إلى ديوانه الباقيات الصالحات، ومن ابرز قصائده في هذا المجال قصيدته الشهيرة في مدح الخليفة الراشد علي بن أبي طالب والتي مطلعها: أنت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا _ ببطن مكة وسط البيت إذ وُضعا_ سمتك امُك بنت الليث حيدرةً _ اكرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا_ وأنت حيدرة الغاب الذي اسد البرج _ السماويِ عنه خاسئاً رجعا_ وأنت باب تعالى شأنُ حارسه _ بغير راحة روح القدس ما قُرعا وللعمري قصائد غزل عذبة تمور بالرقة والشاعرية، إضافة إلى كتابته أكثر من موشح غني بالصور والظلال وفرح الألوان في الطبيعة المتألقة المتفتحة، وهي موشحات تحتفي بالحياة وتمجد الجمال. وكان له مجلس في بغداد يحضره مع الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس، وله مخاطبات ادبية وشعرية رقيقة مع ادباء وشعراء النجف الاشرف، وهو أول من أطلق لقب (الملائكة)، على عائلة الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، ولقد دون شعر عبد الباقي العمري في ديوانه المعروف ب (الترياق الفاروقي) والذي طبع طبعتين في مصر وطبع طبعة أخرى على مطابع النعمان في النجف الاشرف، ولقد ترجم له الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه نهضة العراق الأدبية بطبعتيه الأولى والثانية ترجمة وافية إضافة إلى تراجم أخرى كثيرة لكتاب اخرين. وكان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. ويقول صاحب الروض الأزهر «أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:[بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي]». خلف عبد الباقي العمري ثلاثة من الأبناء الذكور هم كل من (سليمان فهيم) و (حسين حسني) و (محمد وجيهي)، هاجر اثنان منهم إلى مصر وهم كل من حسين حسني ومحمد وجيهي وشغلا هناك مناصب مهمة في مصر الخديوية منها متصرفية حلوان وانقطعت ذريتهم هناك، وكان آخر من تبقى من ذريتهم هناك السفير محمد طاهر العمري سفير مصر في الفاتيكان في خمسينيات القرن الماضي، اما سليمان فهيم فقد بقي في العراق وتقطن ذريته حاليا في مدينة الموصل ويعدون من ابرز اعيانها ويمتهن معظمهم زراعة الأراضي الزراعية التي يمتلكونها هناك. ومن عائلته (ياسين ابن خير الله العمري) المتوفى بعد سنة 1235هـ/ 1818م، وهو أحد المؤلفين المشهورين في الموصل. حيث قام الدكتور بدري محمد فهد بتحقيق كتابه (منهج الثقات في تراجم القضاة) وطبع في دار الغرب الإسلامي عام 2010.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي